كنتُ اُراقب وجهها يُشرقُ بِشرَاً في ظلال المسجد أمامنا، تؤشرّ بقلم ٍ أحمر فوق ورقةٍ تَحمِلُها في كفّها اليسرى ، هذه الهواية الغريبة التي لازمتها منذُ التزمنا .
- هل اقتربنا من تحقيقِ هدفك بالصلاة ِفي جميع ِ مساجدِّ عَمّان ؟
ردّت بعد أن ألقَت نظرة سريعة فوق ملامح ورقتها : نعم حبيبي بقي لدينا ثلاثة مساجد فقط .*
كان صوتُها يتسرّب منّي ..بينما إطار الصورةِ يحتوينا فيُشهِر أنيابهُ في ذاكرتي التي تتأوه خطايا ..
حنانُها الوارِف يلمسُ استغراقي : لا تُقنط من رحمة الله، إنّ الله غفورٌ رَحيم .
بينما المؤذّن ينادي : اللهُ أكبّر.. الله أكبر !..
( 2 )
أمخَرُ عَبابَ ليلةٍ تُرتّل ُ فيها سورة مريم بصوتها العَذب،
تتساقطُ عليها رُطَباً جَنيّاً،يتكلمُ عبدُ الله في المهدِ صبيّا،
يَطرَبُ إيماني، يشتاقُ للجنّة فأهرولُ إلى سجادتي، وأبتهِل :
سبحانك اللهمّ .
(3 )
يسألُني خوفها بدهشة: ثِيابُكَ مبلّلة بالماء ؟ !
أُجيبها: ينابيع دموعي من خشوع،
كنتُ أتدفقُ منّي، بينما الشيخُ يجهَر بأدعية ِ ليلة القدر،
صدقيني،كانت ليلتي .
( 4 )
أنهينا صلاتنا معاً، فاستندتُّ ُإلى جدار ِ الغرفة أُسبّح الله،
باغتني صوتُها متسائلا ً :
كيف انتقلنا من براثن العصيان، إلى رحاب ِ التوبة ؟
بصرامةٍ أجبت : سوفَ أموتُ قريبًا، الله ُ يُحسِن خاتمتي !
صَمتَتْ هُنيهة، ثم استطرَدّت: وأنا ؟
قلتُ بينما أٌطالعُ هلعها :
حتّى تتصبّري حين فقداني ، اللهُ يرحم ضعفكِ ، إرتَمت في أحضاني تهتفُ مِن بين ِ دموعها: مُحالٌ، لن أفقدك،
لكنّها فَقدتني .. !